كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



روي أن سليمان عليه السلام ولد له ابن فاجتمعت الشياطين على قتله وذلك أنهم كانوا يقدرون في أنفسهم أنهم سيستريحون مما هم فيه من تسخير سليمان إياهم على التكاليف الشاقة والأعمال المستمرة الدائمة بموته، فلما ولد له ابن قال بعضهم لبعض: إن عاش له ولده لم ننفك عما نحن فيه من البلاء، فسبيلنا أن نقتل ولده أو نخبله.
والتخبيل: إفساد العقل والعضو فعلم سليمان بذلك فأمر السحاب، فحمله وكانت الريح تعطيه غذاءه وربا فيه خوفًا من مضرة الشياطين فابتلاه الله لأجل خوفه هذا وعدم توكله في أمر ابنه على ربه العزيز بموت ابنه حيث مات في السحاب وألقي ميتًا على كرسيه، فهو المراد من الجسد الملقى على كرسيه.
قال في شرح المقاصد: فتنبه لخطئه في ترك التوكل فاستغفر وتاب، فهذا مما لا بأس به وغايته ترك الأولى إذ ليس في التحفظ ومباشرة الأسباب ترك الامتثال لأمر التوكل على ما قال عليه السلام: «اعقلها وتوكل». انتهى.
فإن قلت: كان الشياطين يصعدون إلى السماء وقتئذٍ فما فائدة رفعه في السحاب في المنع عنهم.
قلت: فائدته أن الشياطين التي خاف سليمان على ابنه منهم كانوا في خدمته الدائمة في الأرض فكان في الرفع إلى السحاب رفعه عن أبصارهم وتغييبه عن عملهم وتسليمه إلى محافظة الملائكة، ولما ألقي ابنه الميت على كرسيه جزع سليمان عليه إذ لم يكن له إلا ابن واحد، فدخل عليه ملكان، فقال أحدهما: إن هذا مشى في زرعي، فأفسده، فقال له سليمان: لم مشيت في زرعه؟ قال: لأن هذا الرجل زرع في طريق الناس، فلم أجد مسلكًا غير ذلك. فقال سليمان للآخر: لم زرعت على طريق الناس، أما علمت أن الناس لابد لهم من طريق يمشون فيه، فقال لسليمان: صدقت لم ولدت على طريق الموت، أما علمت أن ممر الخلق على الموت، ثم غابا عنه، فاستغفر سليمان وأناب إلى الله تعالى: قال الشيخ سعدي قدس سره: مكن خانه در راه سيل اي غلام، فيكون المعنى: ولقد ابتليناه بسبب ملكه وألقينا على كرسيه جسدًا، يعني: العفريت الذي أخذ خاتمه وجلس على كرسيه وهو صخر صاحب البحر على أشهر الأقاويل وسمي جسدًا؛ لأنه تمثل بصورة سليمان، ولم يكن هو فكان جسدًا محضًا وصورة بلا معنى، ثم أناب؛ أي: رجع إلى ملكه بعد أربعين يومًا.
يقول الفقير: أرشده الله القدير هذا وإن كان مشهورًا محررًا خصوصًا في نظم بعض العرب والعجم، لكنه مما ينكر جدًّا ولا يكاد يصح قطعًا، وذلك لوجوه:
أحدها: أنه ليس في جلوس الجن على الكرسي معنى الإلقاء إلا أن يتكلف.
والثاني: أن جميع الأنبياء معصومون من أن يظهر شيطان بصورهم في النوم واليقظة لئلا يشتبه الحق بالباطل؛ لأن الأنبياء عليهم السلام صور الاسم الهادي ومظاهر صفة الهداية والشيطان مظهر الاسم المضل والظاهر بصفة الضلالة فهما ضدان، فلا يجتمعان، ولا يظهر أحدهما بصورة الآخر.
وقس على الأنبياء أحوال الكمل من الأولياء، فإنهم ورثتهم ومتحققون بمعارفهم وحقائقهم.
فإن قيل: عظمة الحق سبحانه أتم من عظمة كل عظيم، فكيف امتنع على إبليس أن يظهر بصورة الأنبياء مع أن اللعين قد تراءى لكثيرين وخاطبهم بأنه الحق طلبًا لإضلالهم.
وقد أضل جماعة بمثل هذا حتى ظنوا أنهم رأوا الحق وسمعوا خطابه.
قلنا: إن كل عاقل يعلم أن الحق ليست له صورة معينة معلومة توجب الاشتباه، ولذا جوز بعض العلماء رؤية الله في المنام في أي صورة كانت، لأن ذلك المرئي غير ذات الله إذ ليس لها صورة.
وأما الأنبياء فإنهم ذوو صور معينة معلومة مشهودة توجب الاشتباه.
والثالث: أنه كيف يصح من الحكيم أن يجلس شيطانًا من الشياطين على كرسي نبي من الأنبياء ويسلطه على المسلمين ويحكمه عليهم مع أنه لم يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلًا أبدًا.
والرابع: أن الخاتم كان نورانيًا فكيف صح أن يستقر في يد الشيطان الظلماني بطريق تقلد الحكومة، وقد ثبت أن الشيطان يحرقه النور مطلقًا، ولذا جعل الشهاب رجمًا للشياطين.
والخامس: أنه كان ملك سليمان في الخاتم، فكيف يصح أن يجلس الجني على كرسيه على تقدير قذف الخاتم في البحر على ما قالوا.
وفي عقد الدرر: أنه كان خاتم آدم عليه السلام قبل خروجه من الجنة ألبسه الحق إياه، ثم أودع في ركن من أركان العرش وكان مكتوب عليه في السطر الأول: بسم الله الرحمن الرحيم.
وفي الثاني: لا إله إلا الله، وفي الثالث: محمد رسول الله.
فلما أنزله جبريل إلى سليمان اضطرب العالم من مهابته، ولما وضعه في أصبعه غاب عن أعين الناس، فقالوا: يا نبي الله نريد أن نتشرف بمشاهدة جمالك، فقال: اذكروا الله، فلما ذكروه رأوه فالتأثير من الله وبسليمان المظهرية والخاتم واسطة في الحقيقة.
وإنما وضع ملكه في فص خاتم؛ لأنه تعالى أراه في ذلك أن ما أعطيت في جنب ما لم تعط قدر هذا الحجر من بين سائر الأحجار إذ كان ملك الدنيا عند الله تعالى كقدر حجر من الأحجار والله يعز من يشاء بما يشاء.
{قَالَ} سليمان وهو بدل من أناب وتفسير له.
{رَبِّ اغْفِرْ لِى} ما صدر مني من الزلة التي لا تليق بشأني وتقديم الاستغفار على الاستيهاب الآتي لمزيد اهتمامه بأمر الدين جريًا على سنن الأنبياء والصالحين وكون ذلك أدخل في الإجابة.
{وَهَبْ لِى ملكًا لا يَنبَغِى} نسنرد ونشايد {لأحَدٍ} من الخلق {مِّن بَعْدِى} إلى يوم القيامة بأن يكون الظهور به بالفعل في عالم الشهادة في الأمور العامة والخاصة مختصًا بي، وهو الغاية التي يمكنه بلوغها دل على هذا المعنى قول نبينا عليه السلام: «إن عفريتًا من الجن» وهو الخبيث المنكر «تفلت عليّ البارحة»؛ أي: تعرض في صورة هر كما في حياة الحيوان.
وفي الحديث: «إن عفريتًا من الجن تفلّت عليّ البارحة»؛ أي: تعرض له فلتة؛ أي: فجأة «ليقطع عليّ صلاتي فأمكنني الله منه».
الإمكان: القدرة على الشيء مع ارتفاع الموانع؛ أي: أعطاني الله مكنة من أخذه وقدرة عليه «فأخذته فأردت أن أربطه» بكسر الباء وضمنها؛ أي: أشده «على سارية من سواري المسجد»؛ أي: أسطوانة من أساطينه «حتى تنظروا إليه كلكم ويلعب به ولدان أهل المدينة فذكرت دعوة أخي سليمان: رب اغفر لي وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي فرددته خاسئًا»؛ أي: ذليلًا مطرودًا، لم يظفر بي ولم يغلب على صلاتي، فدل على أن الملك الذي آتاه الله سليمان ولم يؤته أحدًا غيره من بعده هو الظهور بعموم التصرف في عالم الشهادة لا التمكن منه، فإن ذلك مما آتاه الله غيره من الكمل نبيًا كان أو وليًا ألا ترى أن نبينا عليه السلام قال: «فأمكنني الله منه»؛ أي: من العفريت فعلمنا أن الله تعالى قد وهب التصرف فيه بما شاء من الربط وغيره، ثم إن الله تعالى ذكره فتذكر دعوة سليمان، فتأدب معه كمال التأديب حيث لم يظهر بالتصرف في الخصوص فكيف في العموم فردّ الله ذلك العفريت ببركة هذا التأدب خاسئًا عن الظفر به.
وكان في وجود سليمان عليه السلام قابلية السلطنة العامة ولهذا ألهمه الله تعالى أن يسأل الملك المخصوص به، فلم يكن سؤاله للبخل والحسد والحرص على الاستبداد بالنعمة والرغبة فيها كما توهمه الجهلة.
وأما سلطان الأنبياء صلى الله عليه وسلّم فقد أفنى جميع ما في ملك وجوده من جهة الأفعال والصفات، فلم يبق شيء فظهر مكانه شيء لا يوصف حيث وقع تجلي الذات في مرتبة لم ينلها أحد من أفراد الخلق سابقًا ولا لاحقًا، وستظهر سلطنته الصورية أيضًا بحيث يكون آدم ومن دونه تحت لوائه.
{إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} لجميع استعدادات كل ما سألت من الكمالات كما قال تعالى: {وَءَاتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} (إبراهيم: 34).
وفي التأويلات النجمية: بقوله: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى} الآية، يشير إلى معاننٍ مختلفة.
منها: أنه لما أراد طلب الملك الذي هو رفعة الدرجة بنى الأمر في ذلك على التواضع الموجب للرفعة، وهو قوله: {رَبِّ اغْفِرْ لِى}.
ومنها: أنه قدم طلب المغفرة على طلب الملك؛ لأنه لو كان طلب الملك زلة في حق الأنبياء كانت مسوقة بالمغفرة لا يطالب بها.
ومنها: أن الملك مهما يكن في يد مغفور له منظور بنظر العناية ما يصدر منه تصرف في الملك إلا مقرونًا بالعدل والنصفة، وهو محفوظ من آفات الملك وتبعاته.
ومنها: قوله: {وَهَبْ لِى مُلْكًا لا يَنبَغِى لاحَدٍ مِّن بَعْدِى} أي: يكون ذلك موهوبًا له بحيث لا ينزعه منه ويؤتيه من ويؤتيه كما هي السنة الإلهية جارية فيه.
ومنها: قوله: {لا يَنبَغِى لاحَدٍ مِّن بَعْدِى} أي: لا يطلبه أحد غيري لئلا يقع في فتنة الملك على مقتضى قوله تعالى: {إِنَّ الانسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى} (العلق: 6، 7)، فإن الملك جالب للفتنة كما كان جالبًا لها إلى سليمان بقوله: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ}.
ومنها: قوله: {لا يَنبَغِى لاحَدٍ مِّن بَعْدِى} أي: لا يكون هذا الملك ملتمس أحد منك غيري للتمتع والانتفاع به، وهو بمعزل عن قصدي ونيتي في طلب هذا، فإن لي في طلب هذا الملك نية لنفسي ونية لقلبي ونية لروحي ونية للممالك بأسرها ونية للرعايا.
فأما نيتي لنفسي فتزكيتها عن صفاتها الذميمة وأخلاقها اللئيمة.
وذلك في منعها عن استيفاء شهواتها وترك مستلذاتها النفسانية بالاختيار دون الاضطرار وإنما يتيسر ذلك بعد القدرة الكاملة عليه بالمالكية والملكية بلا مانع ولا منازع، وكماليته في المملكة بحيث لا يكون فيها ما يحرك داعية من دواعي البشرية المركوزة في جبلة الإنسان ليكون كل واحدة من المشتهيات والمستلذات النفسانية محركة لداعية تناسبها عند تملكها، والقدرة عليها عند توقان النفس إليها وغلبات هواها فيحرم على النفس مراضعها ويحرمها من مشاربها وينهاها عن هواها خالصًا، وطلبًا لمرضاته فتموت النفس عن صفاتها كما يموت البدن عند إعواز فقدان ما هو غذاء يعيش به، فإذا ماتت عن صفاتها الذميمة يحييها الله بالصفات الحميدة كما قال: {فَلَنُحْيِيَنَّه حَيَواةً طَيِّبَةً} (النحل: 97).
وقال: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} (الشمس: 9)، فلا يبقى لها نظر إلى الدنيا وسائر نعمها كما كان حال سليمان لم يكن له نظر إلى الدنيا ونعيمها، وإنما كان مع تلك الوسعة في المملكة يأكل كسرة من كسب يده مع جليس مسكين ويقول: مسكين جالس مسكينًا، وأما نيته لقلبه فتصفيته عن محبة الدنيا وزينتها وشهواتها وتوجيهه إلى الآخرة بالإعراض عنها عند القدرة عليها والتمكن فيها، ثم صرفها في سبيل الله وقلع أصلها من أرض القلب، ليبقى القلب صافيًا من الدنس قابلًا للفيض الإلهي، فإنه خلق مرآة لجميع الصفات الإلهية.
وأما نيته لروحه فلتحليته بالأخلاق الحميدة الربانية ولا سبيل إليها إلا بعلو الهمة وخلوص النية، فإن المرء يطير بهمته كالطائر يطير بجناحيه وتربية الهمة بحسب نيل المقاصد الدنيوية الدينية وصرفها في نيل المراتب الدينية الأخروية الباقية، وإن ترك المقاصد الدنيوية الدينية، وإن كان أثر التربية الهمة ولكن لا يبلغ حد أثر صرف ما يملك من المقاصد الدنيوية لنيل الدرجات العلية فلما كان من أخلاق الله أن يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها.
التمس سليمان أقصى مراتب الدنيا ونهاية مقاصدها لئلا يلتفت ويستعملها في تربية الهمة لتتخلى روحه بأن يحسن إليهم ويؤلف قلوبهم ببذل المال والجاه، فإن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، فإنهم إذا أحبوا نبي الله لزمهم حب الله، فيكون حب الله وحب نبيه في قلوبهم محض الإيمان، ومن لم يمكن أن يؤمن بالإحسان، فيدخلهم في الإيمان بالقهر والغلبة بأن يأتيهم بجنود لم يروها كما أدخل بلقيس وقومها في الإيمان.
وأما نيته للممالك، فبأن يجعل الممالك الدنيوية الفانية أخروية باقية بأن يتوسل بها إلى الحضرة بصرفها بإظهار الدين وإقامة الحق وإعلاء كلمة الإسلام.
فإن قيل قوله: {لا يَنبَغِى لاحَدٍ مِّن بَعْدِى} هل يتناول النبي عليه السلام أو لا؟
قلنا: أما بالصورة، فيتناول، ولكن لعلو همته وكمال قدره لا لعدم استحقاقه؛ لأنه عرض عليه صلى الله عليه وسلّم ملك أعظم من ملكه، فلم يقبله وقال: «الفقر فخري».
وأما بالمعنى: فلم يتناول النبي صلى الله عليه وسلّم لأنه قال: «فضلت على الأنبياء بست» يعني على جميع الأنبياء ولا خفاء في أن سليمان عليه السلام ما بلغ درجة واحد من أولي العزم من الرسل مع اختصاصه بصورة الملك منهم، وهم معه مفضولون بست فضائل من النبي عليه السلام، فمعنى الملك الحقيقي الذي كان ملك سليمان صورته بلا ريب يكون داخلًا في الفضائل التي اختصه الله بها وأخبر عنها بقوله: {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (النساء: 113).
بل أعطاه الله ما كان مطلوب سليمان من صورة الملك ومعناه أوفر ما أعطى سليمان وفتنه به من غير زحمة مباشرة صورة الملك والافتتان به عزة ودلالًا.
انتهى كلام التأويلات على مكاشفة أعلى التجليات.
{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ}.
قال أبو عمرو: إنه ريح الصبا؛ أي: فذللناها لطاعة سليمان؛ أي: جعلناها مطيعة لا تخالفه إجابة لدعوته، فعاد أمره عليه السلام على ما كان عليه قبل الفتنة فيكون ذلك مسببًا عن إنابته:
وفيه إشارة إلى أن سليمان لما فعل بالصافنات الجياد ما فعل في سبيل الله عوضه الله مركبًا مثل الريح كان غدوها شهرًا ورواحها شهرًا كما في التأويلات النجمية.
وقد سبق أيضًا من كشف الأسرار.
قال البقلي رحمه الله: كان سليمان عليه السلام من حبه جمال الحق يحب أن ينظر إلى صنائعه وممالكه ساعة فساعة من الشرق إلى الغرب حتى يدرك عجائب ملكه وملكوته، فسخر الله له الريح وأجراها بمراده. وهذا جزاء صبره في ترك حظوظ نفسه.
{تَجْرِى بِأَمْرِهِ} بيان لتسخيرها له.
{رُخَاءً} حال من ضمير تجري.
والرخاء: الريح اللينة من قولهم شيء رخو كما في المفردات:
وفي الفتوحات المكية: أن الهواء لا يسمى ريحًا إلا إذا تحرك وتموج، فإن اشتدت حركته كان زعزعًا، وإن لم تشتد كان رخاء، وهو ذو روح يعقل كسائر أجزاء العالم وهبوبه تسبيحه تجري به الجواري، ويطفأ به السراج وتشتعل به النار وتتحرك المياه والأشجار ويموج البحر وتزلزل الأرض ويزجى السحاب. انتهى.
والمعنى: حال كون تلك الريح لينة طيبة لا تزعزع ولا تنافي بين كونها لينة الهبوب، وبين قوله تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً} (الأنبياء: 81)؛ لأن المراد: أن تلك الريح أيضًا في قوة الرياح العاصفة إلا أنها لما جرت بأمره عليه السلام، كانت لينة رخاء أو تسخر له كلا نسيميها.